مقابلة ولي العهد الأردني، من الصعب رسم صورة شاملة لمقابلة ولي العهد أمس على قناة العربية وإظهار قيمتها وتأثيرها على المتلقي الأردني والعربي عموماً في مقال واحد.
ولذلك كان لزاماً علي أن أتحدث عما سمعته ورأيته وفهمته، بصدق، بعيداً عن أية مصالح شخصية، بعيداً عن النفاق والمشاعر الخفية، والطموحات المادية الضيقة، وغير مقيد بكل ما سأقوله، طبيعتي لا تصبغ الكلمات بزخرفة الحروف، ولا أتبع نهجا. أهل الثناء الكاذب، المنافقين،

وهذا بالطبع ما تربينا عليه كأردنيين، وهذا ما يريده جلالة الملك وولي العهد منا جميعا إعلاميين ومثقفين ومثقفين. ومن واجبنا تسليط الضوء على مجالات النجاح وأيضا التحدث بوضوح ووضوح عن مجالات النقص لمعالجتها خدمة للأردن الكبير وشعبه وترابه وقيادته.
ومن هنا سأكتب بقدر ما فهمت وحللت وبصدق الحروف والكلمات التي حملتني مسؤولية نقل ما جاء في قلبي من مخرجات اللقاء الذي تحدث معه سمو الأمير الحسين كل الوضوح والشفافية.
نعم، لم أقابله من قبل، لكن مضامين ما قاله كانت مفهومة بوضوح ووصلت دون مترجم. عادة ما يظهر قليلاً، ويتكلم قليلاً، وله أهداف واضحة، وهذا يبعث برسالة إلى الراصد من فوق الماء، وإلى كل من يراهن على الحسين، أن السهم أصاب الهدف: لا، بل بلغه، لقد فعل. فلا يفوتكم والحمد لله، وأن من خطط له أن يصبح وليا للعهد كان على حق وحكيم. ومن أجل ذلك سلك طريقاً واضحاً في التأسيس الحقيقي والإعداد الفكري والعلمي والعملي والنفسي، طريقاً شاملاً وإعداداً قوياً بعيداً عن معوقات إعداد القادة والأمراء والحكام والملوك. ولم يهتم بإحراق المراحل حتى الوصول إلى الهدف، أو القفز في الهواء دون أن يحدد مكان هبوط آمن له وللوطن.

نعم لقد تحدث سمو الأمير بخطاب قصير وشامل وكامل ومليء بالثقة ومتوافق مع الواقع. لقد تجنب التصنع والتصنع في كلامه، فاجتهدت في رصد آثاره وبياناته المختلفة. سياسياً واجتماعياً وأخلاقياً، أوضح في مقابلته عملية الإعداد والاقتراب والتطلعات المنتظرة على نطاق واسع لولي عهد مملكتنا الحبيبة.
وتحدث هاشم بوضوح تام عن الصراع العربي الإسرائيلي والعدوان الغاشم على غزة. وكيف لا يكون ذلك، فعلاقات الهاشميين التاريخية مرتبطة بعقد شرعي وأخلاقي مع المقدسات الإسلامية، فحافظوا على مكانتهم واهتموا بها انطلاقا من مسؤولياتهم التاريخية والدينية.
وتحدث عن السلام المجتمعي وانفرد في وصفه بكلمات تصدح بالعقول لا بالقلوب، حيث قال لا يجوز أن نقبل أن يكون الأردن أسير أزمة حدثت وانتهت قبل 50 عاما.
وتحدث سموه عن استعداد الأردن والأردنيين للعمل دائما مع الأشقاء العرب في المنطقة، مؤكدا سموه “من مصلحة العرب جميعا أن يكون هذا التقارب، وأن ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا”. نحن كإخوة وأخوات”.
وتحدث بوضوح عن الموالين والمعارضة، وقال: «لا، أفضل تسميات الموالين والمعارضة. ليس مطلوباً من الموالي أن يكون متطرفاً، والمعارض إذا انتقد السياسات تبقى وطنيته كاملة”.

وتحدث سموه عن البيئة العربية اقتصادياً واجتماعياً، وتحدث بذكاء عن الخسائر التي لحقت بالاقتصاد الأردني بسبب انقطاع الغاز المصري والربيع العربي وإغلاق الحدود مع سوريا، وأنه لا يوجد بلد التي مرت بظروف مثل الأردن لأسباب خارجة عن إرادتها، وتغلبت عليها بسلام كما مر الأردن، وهذا ليس غريبا على الأردنيين. العطاء والحكمة والانتماء للوطن
وتحدث عن الشباب والبطالة والعقبات التي يواجهونها. وكيف لا وهم أمل الأمة وحاضرها ومستقبلها. فهي الأسس المتينة والقواعد الراسخة في بنية المجتمع ورمز التقدم والازدهار.
لقد تحدث كثيراً وهمس لكل الحالمين أو من وصل إلى الكرسي أن الطريق القادم يتطلب قادة عظماء بحجم الأردن قيادته وشعبه، وأن تأخير عملية التصحيح الاقتصادي والإداري ليس في المصلحة. منا جميعا.
حمى الله الأردن الطاهر وطنه وملكه وقيادته وجيشه وشعبه.