عودة الرائد ماهر النعيمي إلى دمشق واستقبال حافل بعد 14 عامًا من الغياب

Advertisements

وسط استقبال حافل ومشاعر مختلطة بين الفخر والتأمل، عاد الرائد ماهر النعيمي، أحد أبرز الضباط المنشقين عن النظام السوري، إلى دمشق بعد 14 عامًا من الانشقاق، هذه العودة التاريخية أعادت للأذهان تفاصيل الدور الكبير الذي لعبه النعيمي خلال الثورة السورية، إذ كان من أوائل الضباط الذين وقفوا ضد نظام الأسد.

في هذا المقال، سنتعرف على مسيرة الرائد ماهر النعيمي، أسباب انشقاقه، دوره في الجيش السوري الحر، وأخيرًا تفاصيل عودته إلى دمشق والاستقبال الحافل الذي حظي به.

من هو ماهر النعيمي؟

ولد الرائد ماهر إسماعيل الرحموني النعيمي عام 1976 في قرية معرزاف بمحافظة حماة، تخرج من كلية الحقوق في جامعة دمشق، وبرز منذ صغره كواحد من الشخصيات التي تتحلى بروح القيادة، التحق بالجيش السوري وتخصص في سلاح المظلات، حيث أظهر مهارات استثنائية أكسبته مكانة مرموقة في صفوف الحرس الجمهوري.

في 21 سبتمبر 2011، اتخذ النعيمي قرارًا جريئًا بالانشقاق عن النظام السوري احتجاجًا على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأسد بحق المدنيين، انضم بعد ذلك إلى لواء الضباط الأحرار، ليصبح واحدًا من رموز المعارضة المسلحة في تلك الفترة.

اشتهر ماهر النعيمي بفضل خطبة شهيرة له اختتمها بشعار “مندوسهم، مندوسهم” في إشارة إلى نظام بشار الأسد، لتتحول العبارة إلى أغنية انتشرت بكثافة بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، عاد ماهر النعيمي إلى دمشق لأول مرة منذ انشقاقه قبل 14 عام في يوم الجمعة 17 يناير/كانون الثاني 2025.

دور ماهر النعيمي في الثورة السورية

بعد انشقاقه، ساهم النعيمي في تشكيل وتطوير العديد من الكيانات العسكرية المعارضة، منها كتيبة معاوية بن أبي سفيان، التي أنشأها في دمشق في سبتمبر 2011، ألوية وكتائب أحفاد الرسول، التي كانت من أبرز التشكيلات المعارضة في الشمال السوري.

كما شارك في تأسيس المجلس العسكري المؤقت للجيش السوري الحر إلى جانب العقيد رياض الأسعد، انضم إلى المجلس العسكري الثوري الأعلى بقيادة العميد مصطفى الشيخ، حيث أصبح الناطق الرسمي باسمه في فبراير 2012.

خلال فترة نشاطه، كان النعيمي من أبرز الأصوات المعارضة التي مثلت الجيش الحر إعلاميًا وسياسيًا، إذ نقل صورة واضحة للعالم عن معاناة الشعب السوري ودور المعارضة المسلحة في مواجهة النظام.

منذ أواخر عام 2013، اختفى النعيمي عن الأنظار، ولم يُعرف عنه أي نشاط عسكري أو سياسي بارز. كان هذا التوقف محل تساؤلات عديدة حول أسباب انسحابه من المشهد، وسط تكهنات بعودته للتركيز على حياته الشخصية.

رغم غيابه، بقي النعيمي شخصية محورية في ذاكرة الثورة السورية، حيث يعتبره الكثيرون مثالًا للضابط الوطني الذي انشق عن النظام دون أن يتورط في أي انتهاكات.

تفاصيل عودة ماهر النعيمي إلى دمشق

بعد غياب دام 14 عامًا، عاد النعيمي إلى دمشق عبر مطار دمشق الدولي. كان في استقباله عدد كبير من المؤيدين والمحبين، الذين رأوا في عودته خطوة نحو تعزيز المصالحة الوطنية.

خلال كلمته بعد وصوله، وجه النعيمي رسالة مؤثرة إلى الشعب السوري، أكد فيها أهمية الوحدة والعمل المشترك لإعادة بناء الوطن بعيدًا عن النزاعات والانقسامات.

وفقًا لمصادر مقربة، جاءت عودة النعيمي في إطار مبادرة للمصالحة الوطنية شملت عددًا من الشخصيات المعارضة السابقة، بهدف إعادة دمجهم في المجتمع السوري والمساهمة في التنمية الوطنية.

الأثر السياسي والاجتماعي لعودة النعيمي

تعد عودة النعيمي خطوة رمزية لتعزيز المصالحة الوطنية في سوريا، حيث يعكس هذا الحدث رغبة الأطراف المختلفة في تجاوز الماضي والعمل نحو مستقبل مشترك.

تمثل عودته دعوة للمعارضة الأخرى للنظر في المصالحة كخيار لتحقيق الاستقرار والتنمية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.

فيديو استقبال ماهر النعيمي

انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر لحظة استقبال النعيمي من باب الطائرة، أظهر الفيديو مشاعر الفخر والفرح بين المستقبلين، مع هتافات تعبر عن حبهم وتقديرهم لدوره السابق في الثورة.

أسئلة شائعة حول ماهر النعيمي

ما هو سبب انشقاق ماهر النعيمي؟: انشق النعيمي عن النظام السوري احتجاجًا على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأسد ضد المدنيين خلال الثورة السورية.

ما هو الدور الذي لعبه في الثورة؟: كان النعيمي من أوائل الضباط المنشقين، وشارك في تأسيس الجيش السوري الحر والعديد من الكتائب والمجالس العسكرية المعارضة.

لماذا غاب النعيمي عن المشهد؟: اختفى النعيمي عن الأنظار منذ أواخر عام 2013، دون أي نشاط عسكري أو سياسي معروف، ويُعتقد أنه اختار الابتعاد لأسباب شخصية.

تمثل عودة الرائد ماهر النعيمي إلى دمشق لحظة فارقة تعكس رغبة في طي صفحة الماضي والمضي نحو مستقبل يركز على الوحدة الوطنية، استقباله الحافل يعكس التقدير لدوره السابق في الثورة السورية ورمزيته كشخصية وطنية تركت أثرًا عميقًا في ذاكرة السوريين.

هذه العودة تحمل رسالة أمل بأن المصالحة والعمل المشترك يمكن أن يكونا أساسًا لإعادة بناء سوريا.

Advertisements