من هو جمال عبدالحليم خدام ويكيبيديا السيرة الذاتية
قال جمال عبد الحليم خدام في مداخلة له في برنامج “مثير للجدل” على قناة العربية إن إسقاط النظام السوري “انتصار عظيم”، مؤكداً أن هذا الحدث أدى إلى إزاحة “طاغية مجرم”، في إشارة إلى “بشار الأسد”.
وأوضح خدام أنه ظهر لأول مرة في حياته على وسائل الإعلام، مؤكداً أن ما حدث هو نتيجة ثورة الشعب ضد النظام الذي دمر البلاد والشعب السوري على حد سواء. وفي مداخلته من بيروت، أشار إلى أنه لا يصدق أنباء سقوط النظام، موضحاً أن والده توقع سقوطه منذ انشقاقه عام 2005، وازداد يقينه بعد ثورة 2011.
وأكد خدام أن والده كان مؤيداً لتسليح الفصائل، مشيراً إلى أنه لا يمكن إسقاط النظام إلا بهذه الطريقة. وعن حادثة حرق ضريح حافظ الأسد، وصف خدام هذه الحادثة بأنها “تدل على سنوات من الظلم”، معتبراً أن “المشهد مؤثر”.
وأضاف أن والده كان يخشى الانقلاب على النظام، لأن بشار الأسد كان يملك السلطة حتى قبل وفاة والده، حيث قام حافظ الأسد بإبعاد كبار الضباط الذين رفضوا تسليم السلطة لبشار.
وأشار خدام إلى أن والده لم يكن أمامه خيار سوى تسليم السلطة لبشار، وإلا لكانوا سجنوا في صيدنايا. كما أكد أن بشار الأسد همش والده وسحب منه الكثير من صلاحياته، مؤكداً أن الأسد الأب لم يكن موافقاً على كل تصرفات ابنه، رغم اتفاقهما على احتكار السلطة والدكتاتورية.
وفيما يتعلق بمرض بشار الأسد، أكد خدام أن موظفاً في السفارة السورية في لندن أبلغه أن الأسد يزور عيادة نفسية، وهو ما يدل على مرضه النفسي. وأضاف أنه لا يوجد شخص عاقل يصدر تعليمات بالتعذيب إلا إذا كان مريضاً.
وعن ملف النفايات الكيماوية، أوضح خدام أن هناك بحاراً سورياً يدعى عبد الرحمن طبالو كان مسؤولاً عن الشحنة، وأكد أن التحقيقات أثبتت تورطه بعد أن دفع رشوة لمغادرة البلاد، وأضاف أن النفايات لا تزال مدفونة في صحراء تدمر.
وأشار خدام إلى أن والده عبد الحليم خدام أعلن انشقاقه عن النظام في ديسمبر/كانون الأول 2005 بعد خلافات مع بشار الأسد، إثر انتقاده للسياسة الخارجية السورية، وخاصة في لبنان، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
وكان عبد الحليم خدام مهندس السياسة السورية في لبنان منذ دخول القوات السورية إلى لبنان عام 1976، وهذا الملف هو الذي أشعل الخلاف بينه وبين الأسد الابن. ومنذ توليه منصب نائب الرئيس حتى انشقاقه عن الحكومة ولجوئه إلى باريس عام 2005، لم يلعب خدام دوراً كبيراً في السياسة الداخلية أو الخارجية.
وكانت آخر المعارك التي خاضها خدام دفاعاً عن الحكومة التي أطيح بها لاحقاً، قيادته للحملة الإعلامية والسياسية ضد ما سمي آنذاك بـ”ربيع دمشق”، والتي مهدت الطريق أمام القوى الأمنية لملاحقة رموزها مثل النائب السابق في البرلمان السوري رياض سيف وعدد من المفكرين والمثقفين والكتاب الذين طالبوا بالإصلاحات السياسية وتقليص القبضة الأمنية.
ومنذ وصول الأسد الابن إلى السلطة، أُسند ملف لبنان إلى فريق جديد يثق به الأسد، وأُزيح الحرس القديم برئاسة خدام. وبعد اغتيال الحريري عام 2005، اتضح الخلاف بين خدام والأسد، وسرعان ما انشق خدام ولجأ إلى باريس في نهاية العام نفسه.
ومن باريس، اتهم خدام، الذي استقال من منصب نائب الرئيس والمناصب الحزبية عام 2004، الأسد بتهديد الحريري بقتله في الأشهر التي سبقت اغتيال الحريري. وأثار تصريحه على قناة العربية حينها عاصفة من الاحتجاجات في البرلمان السوري، حيث طالب النواب بالإجماع بتقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة.
وأعلن خدام انشقاقه عن النظام، قائلاً: “كان الخيار بين الوطن والنظام، واخترت الوطن لأنه باق، أما النظام فهو حالة مؤقتة في التاريخ”. وفي لقاء صحافي قبل عام واحد فقط، قال إن من اقترحوا تغيير النظام إما أنهم لم يفهموا أن هذا من شأنه أن يعرض “استقرار الدولة” للخطر، أو “يخدم مخططات جهات أجنبية وإسرائيل”.
بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، لم يلعب خدام دوراً كبيراً في هذه الأزمة، حيث رأت فيه الأطراف المؤثرة في المعارضة السورية أحد رموز الحكم في سوريا ولم تسامحه على ماضيه، ولم يلعب خدام دوراً كبيراً منذ ذلك الحين.