تفاصيل مقتل الشيخ عمر محيي الدين حوري

Advertisements

أحدثت جريمة قتل الشيخ الدكتور عمر محيي الدين حوري، إمام مسجد الطبرية بدمشق، حالة من الصدمة والاستياء بين أهالي العاصمة السورية. وجاءت هذه الحادثة المروعة بعد اختفائه الغامض لمدة 9 أيام، حيث عُثر على جثته مقتولاً في حي جوبر بدمشق. ووقع الشيخ عمر حوري، الذي عُرف بمكانته العلمية وأدواره الدعوية، ضحية جريمة عنيفة تركت آثاراً عميقة على المجتمع السوري وأثارت تساؤلات حول الوضع الأمني ​​في البلاد.

وفي هذا المقال سنلقي الضوء على تفاصيل جريمة قتل الشيخ عمر حوري، ومسيرته العلمية والدعوية، وأبرز المواقف التي ميزت حياته، بالإضافة إلى أبعاد وتداعيات هذه الجريمة على المستويين الاجتماعي والسياسي.

من هو الشيخ الدكتور عمر محيي الدين حوري؟
عمر محيي الدين حوري من مواليد 28 مارس 1963، دمشق، سوريا، عالم وواعظ سوري، حصل على عدة إجازات علمية في الفقه المقارن والتفسير. شغل مناصب دينية وإدارية مرموقة، منها إمام وخطيب جامع الطبرية بحي الميدان بدمشق، ومدير إدارة الإفتاء العام.

عُرف بإسهاماته العلمية ومؤلفاته القيمة التي تناولت قضايا الفقه والتفسير، وكان شخصية محبوبة عُرفت بمواقفها الداعية إلى الوسطية والتعايش.

المؤهلات العلمية:

بكالوريوس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من كلية الدعوة والإفتاء (1988).

ماجستير في الفقه المقارن مع القانون من جامعة العلوم العربية والإسلامية بدمشق (1996).

دكتوراه في التفسير من جامعة الدراسات الإسلامية (فرع مصر) (2004).

أدوار وظيفية ودعوية
شغل الشيخ عمر عدة مناصب مهمة، منها:

إمام وخطيب في عدة مساجد، أبرزها مسجد الطبرية بحي الميدان ومسجد مصعب بن عمير بالبرامكة.
مدير معاهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم في سجن دمشق المركزي (2000).

مدير إدارة الفتوى والتعليم الديني العامة في وزارة الأوقاف السورية (2008).

كاتب ومؤلف للعديد من الكتب العلمية، مثل:

“الجريمة أسبابها ومكافحتها”.

“منهج التفسير عند الإمام الطبري”.

تميز الشيخ عمر بجمعه بين العلوم الإسلامية والفكر الشرعي، مما جعله شخصية فريدة ومؤثرة في الوسط الديني السوري. شارك في العديد من الندوات والمحاضرات حول مواضيع مثل مكافحة المخدرات، والصحة الإنجابية، ووعي الأمة بالجهاد.

تفاصيل مقتل الشيخ عمر حوري
اختطف الشيخ عمر حوري من حي الميدان بدمشق، حيث عُصبت عيناه وأُهين علناً أمام المارة قبل أن يُقتاد إلى مكان مجهول.

بعد تسعة أيام من اختفائه، عُثر على جثة الشيخ عمر في حي جوبر، وعليها آثار تعذيب، ما يشير إلى تعرضه لاعتداء وحشي قبل مقتله.

وتشير المصادر إلى أن المهاجمين ادعوا أنهم ينتمون إلى أجهزة أمنية أو عسكرية، الأمر الذي يعقد فهم الجهة المسؤولة عن الجريمة. وفي الوقت نفسه، نفت بعض الأجهزة الأمنية الرسمية أي صلة لها باختفائه أو قتله.

تداعيات حادثة مقتل الشيخ عمر حوري
أثار مقتل الشيخ عمر حالة من الغضب والاستياء بين أهالي دمشق، حيث يعتبر الشيخ شخصية دينية محبوبة ولها تاريخ طويل في خدمة المجتمع. وزادت الجريمة من مشاعر القلق وانعدام الأمن، خاصة أنها استهدفت شخصية عامة بارزة.

وأصدرت رابطة علماء ودعاة سورية بياناً استنكرت فيه الحادثة، ودعت إلى إجراء تحقيق عاجل وشفاف، ووجهت نداءات إلى قيادة العمليات العسكرية لكشف ملابسات الحادثة ومحاسبة المتورطين.

ورأى بعض المراقبين أن الجريمة تعكس تعقيد المشهد السوري، حيث تتداخل المصالح الشخصية والسياسية في كثير من الحوادث الأمنية.

مواقف الشيخ عمر حوري السياسية
عُرف الشيخ عمر بمواقفه الواضحة ضد الفكر التكفيري والعنف، حيث كان يدعو دائماً إلى التعايش ونبذ التطرف.

ورغم عمله ضمن المؤسسات الدينية الرسمية، اتهم الشيخ بدعم النظام خلال الاحتجاجات الشعبية عام 2011. إلا أن البعض يرى أن مواقفه كانت تمثل قناعاته الشخصية وليس انتمائه إلى حزب سياسي معين.

أثر الجريمة على المشهد الديني في سوريا
إن حادثة مقتل الشيخ عمر هي جزء من ظاهرة متنامية تتمثل في استهداف الشخصيات الدينية في سوريا، وهو ما يهدد استقرار المشهد الديني ويزيد من حدة الانقسام داخل المجتمع.

إن غياب الحماية للمؤمنين من شأنه أن يزيد من حدة الانقسام داخل المجتمع.

Advertisements