والدة عبد الباسط الساروت
والدة الناشط الراحل عبد الباسط الساروت المعروف بـ “مغني الثورة السورية” روت تفاصيل انضمام ابنها للثورة في لقاء خاص مع برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر يوم الاثنين.
أوضحت أنه كان حارس مرمى في نادي الكرامة السوري، وفي يوم الجمعة سمعوا خبراً عن الطفل حمزة الخطيب في درعا الذي تعرض للتعذيب من قبل النظام، حينها قال عبد الباسط ورفاقه أنه يجب أن يتحركوا ضد الظلم، مشيراً إلى أن الأجيال السابقة كانت خاملة لكن يجب أن تتحرك الآن.
ونقلت عن عبد الباسط قوله “والله لازم نتحرك، أجدادنا كانوا خاملين بس لازم نتحرك”.
حمزة الخطيب، فتى سوري يبلغ من العمر 13 عاماً، أصبح رمزاً للثورة بعد أن عذبته قوات الأمن السورية حتى الموت في مايو/أيار 2011. وكانت جثته تحمل علامات التعذيب الوحشي، بما في ذلك الكدمات والجروح وجروح الرصاص، مما أثار غضباً واسع النطاق واحتجاجات حاشدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وأوضحت والدة عبد الباسط أن ابنها وأصدقائه وأقاربه بدأوا في تنظيم مظاهرات أسبوعية بعد صلاة الجمعة، قائلة: “كانوا يخرجون مع أعمامهم ويذهبون إلى المسجد. كانوا يخرجون كل أسبوع. شيئاً فشيئاً انضم أهالي المنطقة. انضم الناس، وكبرت الثورة”.
ولفتت إلى أن النظام بدأ في قمع المتظاهرين واعتقالهم، موضحة: “بدأوا في قتلنا. لم يعد الشباب الذين قبضوا عليهم مرئيين (مختفين قسراً). أخذوا ابني واعتقلوه. بقي (في السجن) لمدة 40 يوماً مع أخيه الأكبر. خرج وكانوا يعذبونه، وكانت علامات الحديد على جسده. “وظهرت على رجليه آثار تعذيب من تحتها”.
وفيما يتعلق بلحظة استشهاد ابنها، قالت والدة الساروت: “كنت في طرابزون بتركيا، ولم يخبروني في اليوم الأول (عن خبر استشهاده)، بل في اليوم التالي. الحمد لله رب العالمين. وعندما أخبروني قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. أي أنه كان يطلب الشهادة”.
وتحدثت عن أمنيته قائلة: “كلما سلم علي أحد كان يقول: قبل أن تسألوا عني يا شباب ادعوا لي بالشهادة. إذا كنتم تحبونني ادعوا لي بالشهادة. ولكني قبلت الوضع والحمد لله”.
وفي رسالة وجهتها للإدارة الجديدة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، قالت والدة الساروت: “أريد منه شيئاً. الله يطول في عمره. يمشي بالحق، بالحق، والشعب كله معه. صغار وكبار، كلنا معه”. “من الطفل إلى الرجل الذي يبلغ من العمر 100 عام، نحن معه، النساء والأطفال، كلنا معهم”.
واختتمت حديثها بالدعوة إلى إعادة إعمار سوريا قائلة: “إن شاء الله سنعيد بناء سوريا، وإن شاء الله ستصبح أجمل، إن شاء الله”.